الأحد، 24 أبريل 2011

من صعلوك مبتدئ إلى شيخ الصعاليك..عمنا محمود السعدني

أهديها إلى روح الولد الشقي عميد الصعاليك، محمود السعدني..عليه من الله رحمة..
أعلم أنك هناك في الأعلى تنظر إلينا ترى بعينيك ما عشت من أجله و قد أضحى واقعا. الشعب العربي صحي يا عم محمود. في تونس ثم في مصر و لا يزال يواصل الصحيان في باقي أقطار الوطن العربي الكبير. قلتها أنت سابقا، الجذور لا تزال طيبة و هذه الطغم من حاكمين مستبدين، سياسيين لصوص، و مثقفين فواعلية من أصحاب نظرية يا بخت من نفع و استنفع اختفت و اندحرت و هربت. صحيح أن البعض يحاول القفز على الثورات و ركوب الموجة لكني أبشرك، الجيل العربي الجديد واع لدرجة المفاجأة. لم تعد تؤثر فيه الخطب العصماء و لا القمع و لا أجهزة المباحث و المخابرات و لا إعلام السلطة.نحن الآن نعيش زمن الحقيقة. لم يعد للمتلونين مكان فالتقنية الحديثة التي لم يعاصرها جيلكم و إن عاصرها لم يفهمها، أصبحت تكشف المستور و تظهر الظاهر و المستخبي.
 كم وددت أن تكون بيننا، تشهد انتصار الشعب..ترى بأم عينك الشباب و هو يتحدى العجز و يخطف مصيره من فم أسد عجوز..كم وددت أن أقرأ لك مقالا في أيام الثورة، لكن يبدو أن الأقدار كانت رحيمة بك لأن مقالا من مقالاتك اللاذعة كان سيجلب عليك المهالك في هذا العمر..تكفيني قراءة مقالاتك القديمة و كتبك فقد تنبأت بهذا دائما..راهنت على الشعب و هويته و إيمانه أبدا فتجلت الحقيقة..كم تمنيت أن تكون بيننا، تشهد الشعب الليبي و هو ينفض غبار التسلط و ينتفض في وجه القذافي..القذافي الذي تعرفه جيدا، و سخرت منه و تتريقت عليه كثيرا..آه لو سمعت خطاب زنقة زنقة ما كنت ستقول؟ مجرد التفكير في ذلك يدفع إلى الضحك، لكنه ضحك كالبكاء فأنت تعرف هذا المجنون و أفعاله الحمقاء..
لا أظن أنك هناك في الأعلى...أعتقد أن السماوات أعطتك إذنا لتنزل إلى الدنيا بروحك الأصيلة و صعلوكيتك العريقة و تشاركنا الثورة..فالصعلوك لا يقر و لا يثبت في مكان..شاهدت روحك الفتية الساخرة في كل مكان من أرض مصر..في الميدان.. كان محمود السعدني هناك..يحدف الطوب، يشترك في الدفاع عن ثورة الشعب، يسخر من الحكومة..و أنا متأكد أنه لو كان السعدني هناك بجسده لانضم البلطجية إلى الثوار من فورهم، فما من أحد مثل السعدني يستطيع النفاذ إلى قلوب البسطاء و الغلابة..شاهدت السعدني في الميدان..رأيته في اللافتات التي حملت تعليقات لاذعة حتى شككت أنه كتبها بيده..أكاد أسمع ضحكاته و أرى وجهه في كل الوجوه..أشعر بروحه في مكان ما..هناك وسط الثوار..يسخر من النظام و يبكي فرحة الشعب..
فطوبى للسعدني و طوبة لمن لم يفهم، على طريقة عميد الساخرين و الصعاليك محمود السعدني

الثلاثاء، 5 أبريل 2011

الحزب التنويري العربي الإسلامي الديموقراطي التقدمي

بيان إلى الشعب
أيها الشعب العظيم الحر الأبي. أيها الشعب المكافح المناضل الأصيل العربي. الشعب الذي ضحى و مازال يضحي بالغالي و النفيس من أجل العزة و الكرامة و الحرية و الديموقراطية فقام ثائرا ضد الظلم و الطغيان في أرجاء الوطن العربي الكبير و حقق بثورته نجاحات فاقت كل التوقعات. و لمعرفتنا بالسياسة في العالم العربي و أن لكل ثورة هناك ثورة مضادة تحاول القضاء عليها، نعلن على رؤوس الأشهاد قيام الحزب التنويري العربي الإسلامي الديموقراطي التقدمي لنواصل النضال في سبيل تحقيق الحياة الكريمة التي ينشدها كل مواطن عربي. و الحزب يتكون من كوادر وطنية حقيقية من شتى المجالات. و استباقا لأي هجوم سيشنه علينا أتباع الأنظمة و بعض المغرر بهم نعلن من هنا أن بعض كوادر الحزب ممن عمل في الحكومات العربية و ترأسها و هذا لا يعيبهم بقدر ما يثري خبرتهم. لذا لن نقبل من أي أحد أن يزايد علينا و يتهمنا بركوب الثورة و محاولة الاستفادة الشخصية من مكاسبها فنحن و لله الحمد لسنا طالبي سلطة أو مال فكلنا إما مسؤول سابق أو رجل أعمال حالي، "يعني بالبلدي كدا شبعانين".
 و نعلن في هذا البيان الأول فلسفة الحزب و أهدافه من باب الشفافية و كي لا يلتبس الأمر على العامة من أبناء أمتنا و إحقاقا للحق و إبطالا للباطل و كي نقطع الطريق على كل من تسول له نفسه المساس بأمن و أمان و كرامة الشعوب. و كي نفوت الفرصة على أعداء هذه الأمة من عملاء و خونة و لصوص و دول غربية تريد الهيمنة على الوطن و المواطن، كان لزاما علينا نشر مبادئنا التي هي في حقيقتها مبادئكم أيها الشعب العظيم.
تتلخص مبادئ حزبنا الميمون في فلسفة التنوير. تنوير الشعب العربي كاملا حتى يشع من نوره نور، و فلسفتنا لا علاقة لها بعصر التنوير الفرنسي لأن فلسفتنا عربية أصيلة لا شرقية و لا غربية. لذا و بعد دراسة التاريخ الذي لا يكذب و لكنه يتجمل دراسة مستفيضة و تحليل الظروف الموضوعية الاقتصادية السياسية و الاجتماعية لواقع المواطن العربي المعاصر توصلنا إلى هذه الفلسفة العظيمة التي ستمكن الشعب العربي من المضي قدما نحو الدولة المدنية بتواز مع الثوابت و الخصوصيات بما يحقق التوازن و الاستقرار الذي يؤدي بالضرورة إلى الازدهار و الانتقال إلى مصاف العالم الأول في نقلة نوعية ممتدة نحو الأفق اللازم تواجده بحسب أغلب النظريات العلمية و الفلسفية التي ثبت نجاحها و التي سيتم العمل بها على نحو مدروس بصرف النظر عن الأيدولوجيات المؤثرة في شعوب المنطقة مع الأخذ بعين الاعتبار الحالة العامة الاستاتيكية لأنماط التفكير دون إغفال تأثير العولمة على الإنتاج الثقافي العالمي. و بنظرة موضوعية على الأجواء المحيطة تتلخص سياسة التنوير في أن كل شيء هو كل شيء كما قال المفكر الكبير كوروبك. و نؤكد لأبناء الشعب العربي أن هذه الفلسفة التي تبلورت في سنين عديدة قضاها مفكرو الحزب في التفكير و التدبير و التمحيص هي الطريق الوحيد للخلاص. و حتى يطمئن الجميع نعلن أن مصادر تمويلنا حلال في حلال لا تشوبها شائبة و سنفصل في بيان لاحق هذه المصادر و ذلك لتعقيدها و تداخلاتها مع نظريات اقتصادية يستعصي فهمها على رجل الشارع الذي قام الحزب من أجله و في سبيله معه و حوله و عليه.
 نعلم أن لغة البيان قد تستعصي على العامة و المفاهيم الثورية العميقة التي تغلف هذا البيان قد يصعب على العامة ممن يراد لهم أن يتأثروا إيجابيا و كيانيا بهذا الفكر النير فهمها. لذا و من هذا المنطلق ندعوا أبناء الشعب العربي لترك هذه المسؤولية الجسيمة لنا و نعدهم أننا على الدرب سائرون و إلى الطريق واصلون و نحو المستقبل العربي الزاهر متوجهون. و لن نرضخ أو نستسلم لقوى الشر المحيطة بنا من كل جانب و سنواصل المعركة الثورية الحتمية لآخر طلقة و آخر روح و آخر فكرة في جوف آخر عقل من أجل الرخاء و الارتخاء و نعلن من هنا أنه لا تهاون أمام كل فاسد و حاسد و حاقد على هذا الوطن المعطاء و هذا الشعب النير المستنير. و كما قال الشاعر معظم النار من مستصغر الشرر....
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته...
الأحد الخامس من شهر كانون الأول..من مقر الحزب التنويري العربي الإسلامي الديموقراطي التقدمي في جادة الشانزليزيه..باريس..

السبت، 2 أبريل 2011

متلازمة "الخصوصية"

مؤمن بشدة بأن الشعوب الحرة التي تتقدم دائما بخطى واثقة نحو الازدهار و الحرية و العيش الكريم إنما تفعل ذلك لأنها تنقد ذاتها باستمرار. تنقد ذاتها نقدا قاسيا حقيقيا و تعري شخصيتها ناقدة أمراضها النفسية بصدق يمكنها من رؤية واقعها رؤية حقيقية مهما كان هذا الواقع مؤلما. نقد الذات يلزمه التزام راهب، و رؤية عالم، و تصميم ثائر. الطريق طويل و وعر تحيط به من كل اتجاه عقبات النفس البشرية و ميلها للتدليس و قلب الحقائق و لوم الآخر ، إلا أن الشعوب التي تعي أهمية نقد الذات تسير في هذا الطريق بثبات لأنه طريق حتمي للتقدم و الازدهار. في المقابل، نحن نبرع كثيرا في السير في طريق مواز لكنه ذو اتجاه خاطئ؛ يسمى جلد الذات و هو مختلف تماما عن نقد الذات و يؤدي لنتائج كارثية على الأغلب.
لذالك و بناءا على ما سبق سأحاول نقد أحد أهم الأمراض التي تعتري الشخصية السعودية المجتمعية و هي متلازمة الخصوصية. الخصوصية في حقيقتها امتداد لنظرية شعب الله المختار اليهودية الصنع سعودية التطبيق حاليا. الخصوصية هذه من أهم أسباب التأخر الذي نعاني منه على كافة الأصعدة، ثقافيا، سياسيا، اقتصاديا، اجتماعيا،...الخ..الخصوصية هي المبرر الأول و الشماعة التي نعلق عليها تأخرنا و نبرره، فباسم الخصوصية نمارس شتى أنواع الاضطهاد على المرأة السعودية. نمنعها من ممارسة حقوقها و مواطنتها و نحرم المجتمع من إسهاماتها و نلغي عقلها لأنها جوهرة مكنونة و لأننا شعب له خصوصيته. مجتمعنا يعاني من تفشي العنصرية بكل أشكالها؛ عنصرية القبيلة، عنصرية الفكر، عنصرية المذهب، عنصرية اللون، عنصرية المنطقة و غيرها. و إذا حاولت نقد هذه العنصريات المقيتة ينفى وجودها في البداية، و حتى إذا تمكنت من إقناعهم بوجودها قيل لك نحن شعب له خصوصية.
الشخصية السعودية في حقيقتها شخصية مركبة مؤلفة من عدة متناقضات، في العمل شخصية تختلف عن شخصية المنزل و تتناقض تماما و كليا مع شخصية الأصدقاء. و لكل شخصية من هذه الشخصيات فكر مختلف تماما مع أنها كلها تنتمي لذات واحدة. لم أجد لهذه السمة العجيبة سببا غير الخصوصية العجيبة التي تمنع الإنسان أن يكون نفسه في كل الأحوال. بسبب متلازمة الخصوصية أصيب الإنسان السعودي بانفصام حاد في الشخصية يمكن ملاحظته بسهولة إذا ناقشت أحدهم في موضوع واحد في محيطين مختلفين. بسبب هذه الخصوصية المقيتة شوه الفكر و العقل ببشاعة لا تضاهى مما يقوض أي محاولة لأي نوع من أنواع الإبداع..  
فباسم هذه الخصوصية اللعينة يضع التعليم على عقول الطلبة غشاوة ليخرجوا لنا بأدمغة خالية من أي فكر حر ناقد. باسم هذه الخصوصية و شقيقتها "الثوابت" يقرع أي حراك فكري ثقافي يهدف لنقد بناء يعين على استقراء المستقبل. فإن طالبت بديموقراطية و دولة مؤسسات مدنية قيل لك الديموقراطية لا تصلح لنا فنحن شعب له خصوصية. إذا رغبت بصحافة حرة ذات هامش واسع من الحرية قيل لك الحرية لا تناسبنا فنحن شعب له خصوصية. يا لهذه الخصوصية البغيضة تكبل الفكر و تحبس الروح خلف قضبان من التخلف و الإقصاء في عتمة من الجهل و تظل تنخر فيها حتى تذبل و تتلاشى. هذه الخصوصية البغيضة تصور لنا أنفسنا بأننا شعب الله المختار، الشعب الوحيد على وجه البسيطة الذي حاز الحقيقة و احتكر كينونتها بينما في الحقيقة أصبحنا الشعب الوحيد الذي يرفض الحرية، يرفض الفكر، و يزدري العقل. حقا نحن شعب له خصوصية..