الثلاثاء، 11 أكتوبر 2011

إلى فيفيان


فيفيان لا تحزني..لا تذرفي الدموع..فقد كنت تعلمين أنك في قلبه الثانية..تعلمين أن الحب لا يكون إلا للحبيب الأول..و ما حب امرأة لمن تعلق بهوى مصر؟ قدرك أن تكوني حبيبة عاشق مصر..نادته فاستجاب..ارتحل إلى باطن أرضها حاملا قلبه بين يديه ليزرعه هناك..ليروي الأرض الظمآنة بدمه..انتظريه فهو حتما عائد..لا تجزعي..ستعرفينه حين يعود من باطن الأرض شجرة..في حمى النيل العتيق ضاربة جذورها في أعماق الأرض الطيبة تطرح فاكهة الجنة..ورقها أخضر..قطوفها دانية..و طلعها للسماء..انتظريه هناك و سيأتي..ستشعرين بروحه في النسيم تحت ظلالها..يحتوي أنفاسك بأنفاسه..يمسح دمع عينيك و يعتذر..فقد شاء جند الشيطان أن يقدموه قربانا للموت..أن يقطفوا روحه المحرمة فداء للواء..أن يتقربوا لله بقتله..ألا يعلمون؟ ألا يعلمون أن الله لا يقبل الجثامين قربانا..ألا يعلمون أن الله هو العدل..و هل العدل أن تسحق العظام تحت الجنازير؟ ألا يعلمون أن الرب سائلهم..فيم قتلتموه..و تحت أي ذريعة ذبح..و في أي سبيل اختطفتم روحه..حاولي ألا تغضبي..المصاب جلل و الفقيد عزيز..لن أحاول أن أقول أني أشعر بحرقة قلبك..لن أحاول أن أقول أني أفهمك..لا تضعفي..الكل متعاطف معك..الكل يبكي حبيبك..الكل حزين..دموع عينيك على أسيل خدك سكاكين تغرز قلوبنا..سنبكي معك..لكننا سننساك بعد زمن..سيعود كل منا لحياته..ستنفض جموع الخلق من حولك..و يتركونك تصارعين الهم وحدك..ليس من قسوة القلوب لكن النفس جبلت على النسيان..أنانيتنا تحتم علينا البعد عن الهم..و همك ثقيل راسخ..و قلوبنا المترعة بالأحزان  تحتمل هما جديدا..لكنه لن ينساك..كلما أغمضت عينيك سترينه..كلما آلمتك الوحدة ستشعرين بحنو يده تنتزع من قلبك الهم..ستسمعين صوته في الفجر صافيا..دافئا..يكلمك..يبث الأمل في روحك..ينير قلبك بقبس من نوره..هو الوحيد الذي سيبقى فلا تفقدي الأمل..افتحي أبواب قلبك و انتظريه فهو عائد..عائد من باطن الأرض شجرة..هناك..في حمى النيل العتيق ضاربة بجذورها في باطن الأرض تطرح فاكهة الجنة..ورقها أخضر..قطوفها دانية..و طلعها للسماء...