الثلاثاء، 2 أغسطس 2011

يا مجند..صدرت الأوامر

صدرت الأوامر..وجه سلاحك يا مجند نحو أمك..نحو أخوك..نحو جارك..نحو طفلك الرضيع..وجه سلاحك نحو قلبك..اقتل بعنف كل طفولة و أخوة..اقتل ببندقيتك ما تبقى من ترانيم العروبة..انتشر في تشكيلاتك الحربية..استمع إلى آخر التوجيهات العسكرية..احشد قواك و شد من أزر البقية..استعد للاقتحام..للدفاع عن الوطن ضد الوطن..جهز صورة للرئيس..لترفعها فوق أنقاض الوطن..أيعقل أن يكون العسكري بكل هذا الغباء؟ ألا تسأل نفسك..لم أوجه فوهة بندقيتي نحو ذكريات الطفولة؟ ألا تسأل نفسك؟ أرضي المحتلة هناك..رابض بها جيش العدى الذي نتمرن على قتاله كل يوم، فلم أحتل أرضي الحرة اليوم إذا؟ أتراك نسيت..أم أن عقلك لا يتسائل؟ و هل تستوي الحياة بدون تساؤل؟ أيكون إنسانا من كان دون سؤال؟ اكتفيت بما قاله القادة..أنستك هيبة النياشين الكاذبة و سطوة الرتب المرتعشة أنك إنسان قبل أن تكون مجندا..ألا تفكر؟

 أنت لم تعد جنديا عربيا..أنت مجند في جيش اللصوص..أنت حامي حمى الاستبداد..آلة للقتل..ماكينة للدمار..للهلاك..أنت لست فخر الجندية العربية..انس التاريخ الذي دروسك إياه في الكلية..انس صلاح الدين و قطز و أيبك..امح من ذاكرتك صورة ذلك المقاتل في سبيل الحرية..لا تقف بفخر تحت راية الوطن..لا تردد بصوت أجش نشيد العروبة..لا تنظر لسلاحك بفخر فأنت لست جنديا في جيش الشعب..أنت مكلف بحماية اللصوص..ترمي رصاصات غدر من بنادق مصنوعة في جهنم..ترمي بها إلى الصدور العارية..تفجر القلوب العذبة النقية..تقتل روحا عربية..تقتل الوطن ثم ترفع صورة الرئيس..تقطع حنجرة من غنى للوطن بصوت مغمور بعبق التاريخ القديم..بتعب الملايين و غلبهم..لتغني نشازا نشيدا للرئيس..

هي حرب لا نصر فيها..هي حرب لا تموت شهيدا فيها..هي حرب لا تستطيع أن تنهيها..فالجندي لم ينتصر يوما على الفكرة..أسمعت يوما عن جيش تمكن ممن الانتصار على ثورة..لو قتلت كل نفس..و اقتلعت من كل الصدور كل قلب..و قطعت كل الآذان و انتزعت كل الألسن..ستسمع من باطن الأرض نشيد الحرية..ستبقى الفكرة..سيموت العسكري و تبقى الفكرة..أسمعت يوما عن جندي هزم الفكرة...

ليست هناك تعليقات: