الاثنين، 23 مايو 2011

منال الشريف ليست جوهرة مكنونة

منال الشريف ليست جوهرة مكنونة و لا لؤلؤة مصونة. كما أنها ليست من القوارير و لا هي مكسورة الجناح تحتاج من تنضوي تحت جناح وصايته. هي ليست داعية تغريب و لا تنتمي لأي تيار، كما أنها لا تحمل أجندة خارجية و لا هي من المغرر بهم. هي امرأة و كفى. مواطنة فقط دون قيود و لا أيديولوجيات. امرأة من نساء الوطن. بها صلابة تحد، و ثبات عزيمة، و كبرياء أنثى أحرجت بها رجولتنا المشروخة و عنترياتنا الهوائية و بطولاتنا الوهمية. توارت أمامها "شنبات" من تلك التي يقف على أطرافها الصقر، و أطرقت أمام رجولة هذه الأنثى خجلا.

حقيقة كلي حرج و أنا أكتب هذه الكلمات الفقيرة أمام غنى موقفك يا سيدتي. فقد تمكن فعلك الجريء من تحطيم كل الأعراف و التقاليد و الثوابت و الخصوصيات التي كبلت أيدي الوطن لعقود مانعة إياه من مواكبة العالم سدا للذرائع. أقف خجلا أمام ما قمت به من عمل يتخطى ألف مقال ملتهب، فأنا يا سيدتي أجبن من أن أتحدى السلطات كما فعلت أنت. سامحيني، فكل ما أستطيعه هو أن أرص هذه الكلمات السخيفة جنبا إلى جنب تضامنا و تعاطفا و اسمحيلي. سأتنصل منها كلها عند أول اتصال من رقم "خاص" و مع أول زيارة فجرية من هؤلاء اللذين تعرفينهم. فأنا لست حملا لما تتعرضين له و سوف تتعرضين له مستقبلا. فبعد مرارة الحبس ستواجهين مرارة الجحود و النكران و الشتم و الأذى و التخوين و التكفير كذلك و لا تستغربي إذا وصل الحال لإباحة دمك و أنا يا سيدتي تعودت المشي "جنب الحيط" و لم تتعود قدماي على الخوض في الأسفلت. لذا سامحيني إذا لم أتمكن من الانتصار لك، و اعذريني إذا أصبحت سجينة أبدية و قضية منسية لكن اسمحي لي أن أقول أنني فخور بك.

قلتها سابقا و أكررها على الدوام: التغيير في السعودية تقوده المرأة بخطى ثابتة و شجاعة منقطعة النظير...

هناك 4 تعليقات:

عاصم صالح يقول...

فعلاً هي ليست قارورة و ليست روزا بارك .. و إنما هي منال و تستحق الإشارة إليها كعلم. الأمر لا يتعلق بقيادة سيارة فقط، بل هو نضال مجتمع من أجل نيل حقوقه المدنية. منال لا تمثل نساء السعودية فقط، بل تمثل كل أطياف المجتمع. حتى الذين يعترضون عليها و حتى الذين فرحوا لسجنها، يوماً ما سيذكرونها بخير و سيشكرونها على عملٍ جريء من أجل حق كل إنسان سعودي في العيش في بلد تحترم إنسانيته

ساره يقول...

اثرت بي جدا تدوينتك .. نحتاج امثالك ..اشكر صدقك وصراحتك
وانا مثلك فخوره بها جدا

دانا الابراهيم يقول...

لا زال هناك في الخارج من يفسّق ويجرّم منال الشريف الانسانه المرأة برغم كل من كتب ويكتب!
لم تحاول ان تقحم بلدها في ازمة مكررة كما كان في جمعة حنين ولم تطالب بالتجمع والتجمهر بل كانت قيادة فردية دون تحديد، ولو كنت في موقفها اجزم باني سأجبُن وسأجمع اكبر قدر ممكن من النساء لأمشي ومعي موكباً يحصنني من تجاوزات رجال الامن وحراس الفضيلة.!
اليوم، في كل بيت سعودي على الاقل منال واحدة،، وفي جوف كل فتاة حنق وقهر اتجاه الابعاد الني تاخذها قضية منال ضدها، والنبش البيّن عن اي تهمة ليلصقوها على جبين الشريفة منال.! 

الصعلوك يقول...

عاصم..نعم الموضوع ليس مجرد قيادة سيارة..ما قامت به منال هو امتداد لنشاط كل من طالب بالحقوق و تحمل الأذى و الاعتقال على امتداد تاريخ هذا الوطن...نعم سيشكرها يوما ما من سجنوها و حاربوها

سارة..ممتن جدا لكلماتك و إطرائك..كلنا فخورون بها و بكل من يساعد المواطنين على استرداد حقوقهم

دانا..أشكرك.."اليوم، في كل بيت سعودي على الاقل منال واحدة" و هذا هو التأثير المطلوب و هو ما يخشونه لذلك اعتقلت كي لا تحذو كل المنالات حذوها و كي يعرف الرجال أيضا أن من يعتقلون امرأة لن يتوانوا عن الأفظع مع الرجل