الثلاثاء، 15 مارس 2011

لا تزايد

قلت أريد حرية و كرامة، قالوا لا تزايد. قلت أريد وطنا يسمعني، قالوا لا تزايد. قلت أريد وطنا يسعني بتناقضات عقلي و اضطرابات  أفكاري. أريد وطننا أكون فيه سيدا، قالوا انتهى عهد الرق و النخاسة.قلت، لكن العبيد موجودون و السادة هم لا يزالون السادة. و الظلم على الأنفس جاثم يخنق الروح يقتل فيها جذوة التمرد على أنفس أحادية النمط. قلت أنا مثلكم لكني مختلف، قالوا لا مكان بيننا للمختلفين فقد خلقنا الله لنكون شخصا واحدا. قلت فما يميزنا عن الأنعام إذا؟ أليست كل الأغنام متشابهات فليس هناك فرق بين هذه و تلك؟
 قالوا هكذا أريد لنا أن نكون و هكذا نحن صائرون. دع عنك زوائد فلسفة لست أهلا لها و اترك لمن هم بالشؤون أخبر أمر التفكير و التدبير و عش كما يعيش الناس فليس للعوام من الرعاع و الغوغاء أن يفكروا و يقرروا و إلا لفسد أمر البلاد و العباد. قلت و لكن أمر البلاد قد فسد و حال الناس قد رق، و قلوب العباد أصابها وهن و خواء. قالوا هذا غضب من الله و لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. قلت هذا هو ما أفعله أغير ما بنفسي حتى يغير الله حالي و حالكم. قالوا لا تزايد نحن في نعمة من الأمن و الأمان عسى الله ألا يغير علينا، اللهم حوالينا و لا علينا. قلت ما هذا التناقض؟ قالوا لا تزايد.
 قالوا هناك مؤامرات خارجية يقودها المفسدون و المغرضون الضالون المضلون و يقع في براثن أفكارهم الهدامة من كان بهم خرق ممن غرر بهم مثلك. قلت ما أردت إلا كرامة و حرية و وطنا يسمعني. قالوا لا تزايد. قلت أريد أن أصدح بالقول فيسمعني كل أحد، قالوا و من أنت حتى تقول و يسمعك أي أحد؟
 قلت أنا مواطن. قالوا و نحن كذلك مواطنون لكننا مخلصون لا تتحكم بنا أجندات خارجية. قلت لكني لست مثلكم أنتم كلكم مواطن واحد و أنا كل المواطنين. أنا سني و شيعي و بدوي و عربي و أفريقي و تركي و آسيوي. أنا كل هؤلاء و أكثر.أنتم عنصرييون اختزلتم الوطن في شخصية نمطية مقيتة مكررة بينما الوطن أجمل و أغزر و أعمق من ذلك. قالوا أنت حاقد و حاسد على هذا الوطن المعطاء و ما من الله على مواطنيه من اتساق الفكر و تطابق المنهج. أعماك الحقد و الحسد و امتلئ جوفك بنزق الحمقى فنسيت أن تشكر المولى على ما أنعم عليك به من أمن و أمان و رخاء في ظل من يخاف الله و يخدم أمة الإسلام.
 قلت فما الأمن و الأمان إن غابت كرامة الإنسان. أهو أمن و أمان إذا أحنيت ناصيتي و ويل و ثبور إن نطق لساني بكلمة رأي؟ قالوا لا تزايد. قلت سأزايد و أزايد و أزايد حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا...
ومضة:
لا تسقني ماء الحياةِ بذلّةٍ .. بل فاسقني بالعزّ كأس الحنظل ـ عنترة بن شدّاد

ليست هناك تعليقات: