السبت، 10 نوفمبر 2012

مخانيث عدن و أحدث مكائن اللبخ



هذه التدوينة موجهة إلى ثلاثة أشخاص لا أعرفهم و قادتهم الصدفة البحتة إلى هذه المدونة فوقعوا في شر أعمالهم أو لنقل سوء حظهم..
كأي مدون ناجح أقوم دائما بمراجعة إحصائيات مدونتي..عدد مرات الزيارة، عناوين الإحالة، مواقع الإحالة، كلمات البحث الرئيسية التي أوصلت الناس إلى مدونة العبد لله..لا شيء ملفت أو خارج عن المألوف..بضع عشرات من الزيارات و لا تعليقات على أي موضوع في المدونة..كم تمنيت أن يكتب أحدهم تعليقا حتى و إن كان عبارة عن سلسلة متصلة من الشتائم..على الأقل سأشعر أنني أثرت في أحدهم لدرجة أنه تنازل و شتمني..

لكن الشيء الذي لفت انتباهي و أثار ضحكي و يبدو أنه سيغير طريقتي في التعاطي مع هذه المدونة المهجورة بل و الكتابة عموما هو كلمات البحث التي أدخلها الناس فانتهى بهم الحال أمام هذا الحائط المتآكل الذي أمارس عليه مشاغباتي و أبثه شجوني و أفك حصرتي اللغوية على أطرافه..الولد الشقي، منال الشريف، علني ما ذوق حزنك، اوجه خلف ابتسامتها بؤس، ستصافح التربة خدك..تبدو هذه العبارات طبيعية و أستطيع أن أفهم كيف وصل من أدخلوها في محركات البحث إلى صفحتي..فأنا إنسان حزين بطبعي و حزني لا يرتبط دائما بأحداث حياتي أو محيطي هو حزن عام دون سبب..إنسان بائس اختياريا..حزين قطاع خاص..حتى عندما أفرح أو أضحك بجنون أستعيذ بالله  سريعا و أعود للحزن..هو المنطقة الوحيدة التي أشعر فيها بالتوازن..لذا كان من الطبيعي أن يخرج حزني إلى فضاء الانترنت و يجر شخصا كتب في محرك البحث "علني ما أذوق حزنك"  أو "وجوه تخفي خلفها بؤسا" و يلقي به هنا..كما أنني شخص متشائم كذلك و دائما ما أشعر أن الموت يحوم حولي حتى أنني تجاذبت أطراف الحديث معه مرة و لم يكن الحديث مبشرا بالخير..لعله هو الذي كتب "ستصافح التربة خدك" في محرك البحث ليوصل إلي رسالة مفادها دع القلق و ابدأ الحياة.

لكن ما أثار حنقي ثم ضحكاتي وجود عبارتين أدخلهما الناس في محركات البحث لا تمتان إلي بصلة..و أحتاج إلى خبير في الإنترنت و تقنية المعلومات ليشرح لي كيف قادت هاتان العبارتان الناس إلى مدونتي..أو لعلها مؤامرة من الحساد لتثبيط همتي و السخرية مني.. "مخانيث عدن"، و" احدث ماكنة لبخ جدران" قادتا ثلاثة أشخاص إلى هنا و رمت بهما إلى قارعة صفحتي..بداية أود أن أعتذر لثلاثتهم على تضييع وقتهم فيما لا يفيد و على عدم عثورهم على ما كانو يبحثون عنه..فأنا لست من المخانيث و لا من عدن التي لم يمن الله علي بزيارتها بعد..كما أنني لا أعرف شيئا عن مكائن اللبخ..لكن، إذا تجاوزت الفكاهة و نظرت قليلا إلى العمق ستجد أن من الطبيعي أن يقودك البحث عن مكائن اللبخ إلي..و لعله أبلغ تشبيه لكتاباتي  و لشخصي و هو تشبيه عبقري لا تجود به إلا قريحة أعرق النقاد و المحللين النفسيين..و أشهد أنني ماكينة لبخ على أعلى مستوى و إن لم أكن أحد أحدثها و اللبخ الذي أصنعه هنا لا مثيل له و إن لم يكن بنفس جودة و فائدة لبخ الموبيليا و أجهزة التكييف..و لا له القدرة على تنظيف فروة الرأس كلبخات الأعشاب..

الحقيقة أن هاتين العبارتين فتحتا مخ العبدلله على حقائق مهمة..أهمها أنني في سوق الكتابة لست أكثر من مكنة لبخ تعجن العبارات و تمزجها لتخرج لنا نصا هو عبارة عن لبخة لغوية و لبخة في المضمون..شيء متعجن متلاصق لزج يثير النفور و الانزعاج عند مقاربته..له رائحة نفاذة تزكم الأنوف..و بما أنني كإنسان أعتقد أنني على حافة الجنون لن أستغرب و أستعجب إذا تحولت إلى أحد المخانيث فقطبت حواجبي و لبست باروكة نسائية و مضغت العلك و أنا أتسكع في أحد شوارع عدن عارضا خدماتي على الراغبين..و يا خفي الألطاف نجنا مما نخاف...

ليست هناك تعليقات: